[الصحة] ممارسة تنشيط الدم والطاقة، وتطوير الدماغ

وو تشاوهوي (JEFFI CHAO HUI WU)

تاريخ المقال: 2025-7-18 الجمعة، الساعة 9:13 صباحًا

الكثير من الناس عندما يسمعون "تطوير الدماغ"، يتبادر إلى أذهانهم القراءة السريعة، وتقنيات الذاكرة، وتدريب المنطق، ومسابقات الرياضيات. لكن الطريق الذي أسلكه مختلف تمامًا. ليس من خلال تحفيز الدماغ، بل بالعكس - من خلال ممارسة الطاقة والدم. بمجرد أن تنشط هذه "الأرض" الجسدية، ستصبح "المدينة الرئيسية" في الرأس متصلة بشكل طبيعي.

لم أكن أبداً غافلاً، لكن تلك الوضوح الذي يأتي بعد ممارسة التمارين هو أكثر نقاءً، إنه نوع من الشفافية، نوع من قلة الأفكار المشتتة، نوع من الإحساس بالوضوح مثل ضوء الشمس الذي يتخلل ينابيع الجبال. ليس حماساً ناتجاً عن حمى الرأس، ولا هو نشاط مصطنع ناتج عن تناول القهوة، بل هو تدفق كامل للطاقة والدم في الجسم، مما يجعل الدماغ يبدأ في العمل من تلقاء نفسه، وتصبح الأفكار سلسة، والترتيب منظمًا.

تدريب الطاقة والدم، ما مدى مساعدته في تطوير الدماغ؟ سأستخدم أبسط تشبيه: الدماغ مثل قطعة أرض تحتوي على إمكانيات هائلة، بينما الطاقة والدم هما الأنهار والبحيرات، والمطر والندى. إذا سألت مزارعًا كيف يمكن أن تعود الأرض للحياة، فلن يخبرك بحفظ المعادلات أو حل المسائل، بل سيخبرك أنه يجب أولاً جلب الماء، والري، والزراعة. الأمر نفسه ينطبق على الدماغ. لقد أشارت الأبحاث الطبية منذ زمن بعيد إلى أن حوالي 96% من مناطق الدماغ البشري في حالة "غير مفعلة بشكل كافٍ". وهذا ليس بسبب نقص الذكاء، بل بسبب نقص التغذية - إذا لم تصل الطاقة والدم، فلن تحصل خلايا الأعصاب على الطاقة، وستكون الطرق مسدودة، والشبكة غير نشطة، مثل مدينة تعاني من انسداد في الدوائر الكهربائية، حتى أعلى الخوادم لن تعمل.

إن عدم تدفق الطاقة والدم يظهر بشكل مباشر في البطء. الكثير من الناس ليسوا أغبياء، بل عقولهم بطيئة، أفكارهم لا ترتفع، والمنطق لا يتدفق، والكلام متقطع، والحركة متأخرة، ليس لأنهم لا يعرفون، بل لأن "الطاقة والدم لم تصل إلى المكان المناسب". وعندما يتدفق الطاقة والدم، حتى دون تدريب متعمد للعقل، ستبدأ العديد من المناطق التي لم تُفتح من قبل في الانتعاش ببطء، وستزداد الإلهام، والوعي، والتركيز، وإحساس الهيكل بشكل هادئ.

أنا نفسي المثال الأكثر وضوحًا. لقد استيقظت في الساعة 4:45 صباحًا كل يوم لمدة ست سنوات متتالية، وذهبت إلى البحر لممارسة التمارين، بغض النظر عن الطقس. في أبرد شتاء، كانت درجة حرارة الرياح البحرية تتراوح بين 6 إلى 9 درجات، وكنت أمارس التمارين بملابس صيفية حتى تبلل ظهري بالعرق؛ وعندما تكون درجة الحرارة مرتفعة، أكون أكثر انفتاحًا، وأتعرق بشدة طوال الوقت. أمارس التاي تشي، سيف التاي تشي، وضعية الحصان، ودجاجة ذهبية مستقلة، وأحيانًا أضيف مجموعة كاملة من تمارين يي جين جينغ. أمارس لمدة ساعة ونصف يوميًا، واستمر هذا النمط لسنوات عديدة.

أكثر التغييرات وضوحًا ليست "قوة الجسم" بل "سرعة العقل". بعد أن أنهيت تمريني في الصباح وعدت إلى المنزل، لم أغسل يدي حتى أبدأ مباشرة في كتابة المقال، حيث تتشكل الأفكار في فقرات، وتكون البنية متكاملة. أستطيع أن أكتب مقالًا من ألف كلمة دفعة واحدة، وأكتب عدة مقالات متتابعة دون أي توقف. يعتقد الكثير من الأصدقاء أنني أتمتع بموهبة أدبية، لكن الحقيقة ليست كذلك، بل لأن "نظام المياه" في جسدي يعمل بشكل جيد، وبالتالي فإن "منطقة المحاصيل" في عقلي تنمو بشكل طبيعي، دون الحاجة إلى تسميد صناعي، مما يؤدي إلى إنتاج وفير.

الكثير من الناس يحبون الانخراط في دورات تطوير العقل، تدريب الصور في الدماغ الأيمن، تدريب القراءة السريعة، وما إلى ذلك، لكنني أعتقد أن كل ذلك لا يزال على السطح. ما هو جوهري حقًا هو جعل هيكل الطاقة والدم في الجسم سلسًا، وخاصة العمود الفقري، الجزء الخلفي من الدماغ، والفقرات الصدرية، وهي القناة الرئيسية. ممارسة سيف التاي تشي قادرة بشكل خاص على ربط هذه الخطوط، من أسفل القدمين إلى تمدد الخصر والعمود الفقري، إلى تدفق الأصابع والذراعين، وأخيرًا الارتفاع إلى نقطة باي هوي. هذه القوة "الهيكلية الصاعدة" ستؤدي بشكل طبيعي إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، ومع مرور الوقت، ستتحسن الذاكرة، وتصبح القدرة على الحكم أكثر وضوحًا، وتكون القرارات أكثر دقة وثباتًا، دون الحاجة إلى إجبار، فهي موجودة هناك.

أنا لست أسطورة في ممارسة الفنون، ولا أروج للخرافات. طريقتي في التدريب لا تعتمد أبداً على الفكر، ولا ألتزم بالدانتيان، ولا أتخيل تجمعات الطاقة تتجول في جسدي. ما أمارسه هو الهيكل، هو الوقوف الثابت، هو توجيه العمود الفقري، هو التدفق الحقيقي للدم والطاقة. في كل مرة أقف فيها فقط، يمكنني قياس معدل نبض القلب ليصل إلى حوالي 140، لكن جسدي لا يشعر بالتعب، بل بالعكس، أشعر بالخفة في كل جسدي. هذا ليس "تمرين حرق الدهون"، بل هو دورة فعالة للطاقة والدم.

إذا كنت ترغب في أن يكون دماغك أسرع وأكثر وضوحًا وأكثر إلهامًا، فلن أنصحك بقراءة الكتب أو حفظ الكلمات أو حل مسائل المنطق أولاً. أنصحك بأن تمارس الرياضة أولاً، وتعمل على تنشيط الدورة الدموية، خاصة الوقوف الثابت، واستقرار القاعدة، وضبط الهيكل، والتنفس العميق. حتى لو كنت تقف لمدة عشر دقائق فقط كل يوم، بعد فترة من الزمن ستكتشف أنك تفكر بوضوح، وتعبيرك يصبح سلسًا، وذاكرتك تحتفظ بالمعلومات، وحتى بعض "الأمور التي لا تستطيع التعبير عنها" فجأة ستتمكن من توضيحها.

الأذكياء ليسوا موهوبين بالفطرة، بل هم نتاج جهد مستمر. العقل لا يتشكل بالتكرار، بل يتطور من خلال الرعاية. تلك القدرات المدفونة في أعماقك، قد تكون لم تكتشفها أبداً، فقط لأنك لم تسمح لطاقتك الحياتية بأن تغذيها حقاً.

تمرين تنشيط الدم والطاقة هو المفتاح الرئيسي لفتح الدماغ.

     

 

 

Copy Right 2008 @ times.net.au